فإن مع العسر يسرا ..
صفحة 1 من اصل 1
فإن مع العسر يسرا ..
فإن مع العسر يسرا ..
الأستاذ صابر المصري موظف مستقيم ومحترم ، مرتبه 150 جنيها شهريا ، ويعول زوجة وخمسة أولاد ، وهو يحقق معجزة علمية اقتصادية لأنه لا يزال يعيش حتى الآن ، وفي رأي خبراء الاقتصاد الحر فانه يستحق جائزة نوبل ، وخبراء الاقتصاد لديهم العذر فالأرقام المجردة تقول أن الأستاذ صابر المصري لو عاش نباتيا يأكل الفول والطعمية والكشري والطماطم كل يوم ما استطاعت المائة والخمسون جنيها أن تكفيه طعاما هو وأسرته ، والحساب البسيط لثمن الإفطار اليو&atilatilde;ي جنيهان ، أي ستون جنيها شهريا أي 40 % من المرتب فماذا سيفعل في الغداء والعشاء ؟ ثم من أين يدفع الإيجار والكهرباء والموصلات والكساء ومصاريف الدارسة والعلاج والطوارئ ؟ مع ملاحظة أنه موظف مستقيم أي بعبارة أخرى ليس له دخل آخر ..!!
والأستاذ صابر المصري ليس شخصا واحدا وإنما هو شخصية معنوية اعتبارية تنطبق على الملايين من المصريين الموظفين في الأرض محدودي الدخل ، وهم مستقيمون غالبا وفقراء محترمون دائما ، وقد أغرقهم طوفان الغلاء ولكنهم يستميتون لكي يرفعوا رءوسهم فوق الأمواج وعلى وجوههم المرهقة شبح ابتسامة وبقايا كبرياء ..!! هذا بينما يضرب خبراء الاقتصاد رءوسهم في الحائط يتعجبون من بقاء هذه الفصيلة من البشر على قيد الحياة بينما لو كانت مكانهم طوائف الديناصورات الزاحفة والطائرة لانقرضت منذ عام 1980 م !!
. والسر في صعود هؤلاء الجبابرة لا علاقة له بالأرقام أو علم الاقتصاد أو نظريات السوق وإنما يكمن في كلمة مصرية إسمها " الستر" وفي نظرية قرآنية في قوله تعالى " فان مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا ". فأولئك يستعينون على عسر الحياة بتيسير خفي يمكنهم به البقاء على قيد الحياة بل ويبتسمون أيضا !! وهذا " اليسر " الذي يخفف العسر لا يمكن أن تحدده الأرقام ولا أن يبينه علم الحساب ، إنه نوع من الرزق الخفي والدعم الإلهي غير المنظور لا شأن للحسابات البشرية ، قد يأتي في صورة سلبية كان ينجو أولاد الأستاذ صابر المصري من الأمراض التي تصيب القادرين على نفقات العلاج ، أو يصيبهم " داء القناعة " فيكتفون بالقليل بكل الرضا والصبر الجميل ، بينما تذهب الأموال الكثيرة في أيدي زملائهم إلى العبث وربما الإدمان .. وقد يأتي ذلك الرزق الخفي في صورة إيجابية فتمتلئ عيونهم فرحة ويتضاعف في نظرهم طبق الفول فيصبح أطباقا وأطباقا، ويحلو مذاقه في أفواههم وهم يأكلونه في اشتياق ولهفة ، وهي لذة ومتعة يفتقدها ذلك الذي تعود على اللذيذ من الطعام وفقد الإحساس به وانشغل عنه بهموم البورصة ومنافسات زملائه الحيتان وبأمراض القلب والمعدة والضغط بينما لا يشعر الأستاذ صابر المصري إلا ببعض الصداع الخفيف أحيانا حين يتقافز أمامه أبناؤه بعد وجبة فول دسمة !!
و الأستاذ صابر المصري لا يقترب من المنكر والمحرمات لأسباب أغلبها اقتصادي وبعضها ديني أيضا ولكن يغلفه الدافع الاقتصادي ، فلأنه يريد " الستر" ويطلب دائما أن يعينه الله تعالى على الغلاء فلابد له من طاعة الله وتقواه حتى يستجيب دعاء ويستجيب له مولاه فيعيش الأستاذ صابر المصري في يسر وفي بركة وصحة نفسية وجسدية .
. والله تعالى حين يقول " فان مع العسر يسرا، إن مع العسر يسرا " فانه تعالى يؤكد (بأن) حرف التأكيد وبتكرار الجملة بأن العسر لابد أن يصحبه نوع من اليسر يجعل الحياة محتملة ،وتـأتي آية أخرى ببشري جديدة وهي أن اليسر يأتي بعد العسر " سيجعل الله بعد عسر يسرا " : أي أن اليسر يصاحب العسر وذلك على وجه التأكيد ، ثم أن هناك وعدا من الله تعالى بأن يأتي اليسر وتنتهي مرحلة العسر ، ولكن هذا الوعد لا يأتي بصيغة الـتأكيد وذلك لأنه وعد مخصوص لأولئك الذين يتوكلون على الله ويتقون الله " ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا " والأستاذ صابر المصري يتقي الله تعالى لذا فهو مستحق لأن يبدل الله عسره باليسر وهو مرشح لأن يرزقه الله تعالى من حيث لا يحتسب " ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا " مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا (3) " الطلاق.
. صحيح أن هذا الرزق وتلك البركة أمور تخرج عن حسابات البشر ونظرياتهم وتوقعاتهم ولكنها موجودة ولا سبيل لإنكارها ، ولا ريب أن بقاء الأستاذ صابر المصري حيا حتى الآن يعتبر أكبر دليل عليها ..
وهناك دليل آخر عليها في الولايات المتحدة الأمريكية أكبر دولة في العالم ، فالدولار الأمريكي تزينه عبارة We Trust In Good
ومعناها " على الله نتوكل " أو " بالله نستعين " بينما يخلو الجنيه المصري من ذلك المعنى الموجود في الفاتحة ، ولذلك لا تعجب أن يكتسح الدولار الجنيه المصري وغيره من العملات " الإسلامية " وما كتبه الأمريكان على عملتهم الرسمية يعتبر امتدادا للفكرة التي سيطرت على المهاجرين الأوائل الذين أقاموا المدن وشقوا الطرق ونشروا المزارع والخضرة ، إذ كانوا – برغم مساوئهم يتوكلون على الله وينتظرون فضله ويبتهجون برزقه ، لذا فان عيد الشكر لا يزال من أهم الأعياد الأمريكية ، وفيه يشكرون الله تعالى على ما رزقهم ، ولا يزال من تقاليد المأدبة الأمريكية أن تبدأ بلحظة خشوع وصمت إلا من صوت رب الأسرة وهو يقدم الشكر لله تعالى على رزقه ويتضرع إليه في طلب المزيد ، والله تعالى لا يبخل عليهم بالمزيد فالله تعالى يقول " وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم " 14 /7
. هذا بينما نحن ننسي دائما أن نذكر اسم الله على الطعام أو أن نحمده تعالى بعد الشبع ، وعمنا " صابر المصري " هو الذي لا يزال " دقة قديمة " يقول عندما يأكل " بسم الله الرحمن الرحيم " ، ويقول عندما يفرغ : " الحمد لله .. اللهم أدمها نعمة واحفظها من الزوال " .. ولذلك أنقذته رحمة الله من الاندثار، ولولاها لأصبح له تمثال للبؤس بجانب تمثال الكاتب المصري القديم ، وهو الجد الأكبر للأستاذ صابر المصري ، طوبي له !!
الأستاذ صابر المصري موظف مستقيم ومحترم ، مرتبه 150 جنيها شهريا ، ويعول زوجة وخمسة أولاد ، وهو يحقق معجزة علمية اقتصادية لأنه لا يزال يعيش حتى الآن ، وفي رأي خبراء الاقتصاد الحر فانه يستحق جائزة نوبل ، وخبراء الاقتصاد لديهم العذر فالأرقام المجردة تقول أن الأستاذ صابر المصري لو عاش نباتيا يأكل الفول والطعمية والكشري والطماطم كل يوم ما استطاعت المائة والخمسون جنيها أن تكفيه طعاما هو وأسرته ، والحساب البسيط لثمن الإفطار اليو&atilatilde;ي جنيهان ، أي ستون جنيها شهريا أي 40 % من المرتب فماذا سيفعل في الغداء والعشاء ؟ ثم من أين يدفع الإيجار والكهرباء والموصلات والكساء ومصاريف الدارسة والعلاج والطوارئ ؟ مع ملاحظة أنه موظف مستقيم أي بعبارة أخرى ليس له دخل آخر ..!!
والأستاذ صابر المصري ليس شخصا واحدا وإنما هو شخصية معنوية اعتبارية تنطبق على الملايين من المصريين الموظفين في الأرض محدودي الدخل ، وهم مستقيمون غالبا وفقراء محترمون دائما ، وقد أغرقهم طوفان الغلاء ولكنهم يستميتون لكي يرفعوا رءوسهم فوق الأمواج وعلى وجوههم المرهقة شبح ابتسامة وبقايا كبرياء ..!! هذا بينما يضرب خبراء الاقتصاد رءوسهم في الحائط يتعجبون من بقاء هذه الفصيلة من البشر على قيد الحياة بينما لو كانت مكانهم طوائف الديناصورات الزاحفة والطائرة لانقرضت منذ عام 1980 م !!
. والسر في صعود هؤلاء الجبابرة لا علاقة له بالأرقام أو علم الاقتصاد أو نظريات السوق وإنما يكمن في كلمة مصرية إسمها " الستر" وفي نظرية قرآنية في قوله تعالى " فان مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا ". فأولئك يستعينون على عسر الحياة بتيسير خفي يمكنهم به البقاء على قيد الحياة بل ويبتسمون أيضا !! وهذا " اليسر " الذي يخفف العسر لا يمكن أن تحدده الأرقام ولا أن يبينه علم الحساب ، إنه نوع من الرزق الخفي والدعم الإلهي غير المنظور لا شأن للحسابات البشرية ، قد يأتي في صورة سلبية كان ينجو أولاد الأستاذ صابر المصري من الأمراض التي تصيب القادرين على نفقات العلاج ، أو يصيبهم " داء القناعة " فيكتفون بالقليل بكل الرضا والصبر الجميل ، بينما تذهب الأموال الكثيرة في أيدي زملائهم إلى العبث وربما الإدمان .. وقد يأتي ذلك الرزق الخفي في صورة إيجابية فتمتلئ عيونهم فرحة ويتضاعف في نظرهم طبق الفول فيصبح أطباقا وأطباقا، ويحلو مذاقه في أفواههم وهم يأكلونه في اشتياق ولهفة ، وهي لذة ومتعة يفتقدها ذلك الذي تعود على اللذيذ من الطعام وفقد الإحساس به وانشغل عنه بهموم البورصة ومنافسات زملائه الحيتان وبأمراض القلب والمعدة والضغط بينما لا يشعر الأستاذ صابر المصري إلا ببعض الصداع الخفيف أحيانا حين يتقافز أمامه أبناؤه بعد وجبة فول دسمة !!
و الأستاذ صابر المصري لا يقترب من المنكر والمحرمات لأسباب أغلبها اقتصادي وبعضها ديني أيضا ولكن يغلفه الدافع الاقتصادي ، فلأنه يريد " الستر" ويطلب دائما أن يعينه الله تعالى على الغلاء فلابد له من طاعة الله وتقواه حتى يستجيب دعاء ويستجيب له مولاه فيعيش الأستاذ صابر المصري في يسر وفي بركة وصحة نفسية وجسدية .
. والله تعالى حين يقول " فان مع العسر يسرا، إن مع العسر يسرا " فانه تعالى يؤكد (بأن) حرف التأكيد وبتكرار الجملة بأن العسر لابد أن يصحبه نوع من اليسر يجعل الحياة محتملة ،وتـأتي آية أخرى ببشري جديدة وهي أن اليسر يأتي بعد العسر " سيجعل الله بعد عسر يسرا " : أي أن اليسر يصاحب العسر وذلك على وجه التأكيد ، ثم أن هناك وعدا من الله تعالى بأن يأتي اليسر وتنتهي مرحلة العسر ، ولكن هذا الوعد لا يأتي بصيغة الـتأكيد وذلك لأنه وعد مخصوص لأولئك الذين يتوكلون على الله ويتقون الله " ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا " والأستاذ صابر المصري يتقي الله تعالى لذا فهو مستحق لأن يبدل الله عسره باليسر وهو مرشح لأن يرزقه الله تعالى من حيث لا يحتسب " ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا " مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا (3) " الطلاق.
. صحيح أن هذا الرزق وتلك البركة أمور تخرج عن حسابات البشر ونظرياتهم وتوقعاتهم ولكنها موجودة ولا سبيل لإنكارها ، ولا ريب أن بقاء الأستاذ صابر المصري حيا حتى الآن يعتبر أكبر دليل عليها ..
وهناك دليل آخر عليها في الولايات المتحدة الأمريكية أكبر دولة في العالم ، فالدولار الأمريكي تزينه عبارة We Trust In Good
ومعناها " على الله نتوكل " أو " بالله نستعين " بينما يخلو الجنيه المصري من ذلك المعنى الموجود في الفاتحة ، ولذلك لا تعجب أن يكتسح الدولار الجنيه المصري وغيره من العملات " الإسلامية " وما كتبه الأمريكان على عملتهم الرسمية يعتبر امتدادا للفكرة التي سيطرت على المهاجرين الأوائل الذين أقاموا المدن وشقوا الطرق ونشروا المزارع والخضرة ، إذ كانوا – برغم مساوئهم يتوكلون على الله وينتظرون فضله ويبتهجون برزقه ، لذا فان عيد الشكر لا يزال من أهم الأعياد الأمريكية ، وفيه يشكرون الله تعالى على ما رزقهم ، ولا يزال من تقاليد المأدبة الأمريكية أن تبدأ بلحظة خشوع وصمت إلا من صوت رب الأسرة وهو يقدم الشكر لله تعالى على رزقه ويتضرع إليه في طلب المزيد ، والله تعالى لا يبخل عليهم بالمزيد فالله تعالى يقول " وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم " 14 /7
. هذا بينما نحن ننسي دائما أن نذكر اسم الله على الطعام أو أن نحمده تعالى بعد الشبع ، وعمنا " صابر المصري " هو الذي لا يزال " دقة قديمة " يقول عندما يأكل " بسم الله الرحمن الرحيم " ، ويقول عندما يفرغ : " الحمد لله .. اللهم أدمها نعمة واحفظها من الزوال " .. ولذلك أنقذته رحمة الله من الاندثار، ولولاها لأصبح له تمثال للبؤس بجانب تمثال الكاتب المصري القديم ، وهو الجد الأكبر للأستاذ صابر المصري ، طوبي له !!
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى