مادا تفعل ومادى تتجنبه لكي تكون أو تكوني مسلمة حقيقية
صفحة 1 من اصل 1
مادا تفعل ومادى تتجنبه لكي تكون أو تكوني مسلمة حقيقية
أخلاق المسلم الحقيقي..
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم.. والصلاة والسلام على رسولنا الكريم والحمد لله رب العالمين..
إخواني وأخواتي السلام على من اتبع الهدى ودين الحق..
لقد قام الأخ knowjesus_knowlove في بداية اشتراكي بالإستفسار عن الفرق بين المسلم الحقيقي والمسلم المزيّف فحاولت إجابته وذكر بعض الصفات الملازمة للمسلم الحقيقي من أخلاقٍ كريمةٍ.. معتمدًا على بحثِيَ الشخصي.. وكنتُ أقوم ببحثي بوقتٍ قصير لا يتعدّى النصف ساعة للخلق.. وذلك لأنّ الهدف من ذكر الاخلاق هو لفت نظر المسلمين إليها ليتخلّقوا بما أمرهم الله به وكذلك لفت نظر المسحيّين وال***** إليها ليعلموا عِظَمَ ديننا.. وحاول البعض تعكير صّفوِ الموضوع بإثارة كلامس ليس له علاقةٌ بالاخلاق الإسلامية.. ومع هذا استمرّينا في الأخلاق وكذلك في الرد على هؤلاء.. إلى أن حُذِفَ الموضوعث كله.. مع أنني متأكّدٌ أنّه لم يخالف القواعد أحد.. بل هناك غيرها مخالفات كثيرة إلا أنه لا يُنظر إليها.. وحتى لو وُجِدَ رد صفيق فكان من الممكن حذفه هو وليس حذف الموضوع كله.. وبصراحة إني أرى أن الإدارة تريد حصر هذا القسم من هذا المنتدى على نشر الشبهات وانتظار ردّنا عليها.. مع أنه حوار للأديان يجب فتحه على مِصراعَيه أمام المشاركات المؤدّبة والهادئة..
ولذا أقوم الآن مرةً أخرى بعرض الأخلاق الإسلامية.. ولكن قبلُ هذا أريد لفت الإنتباه إلى عدة أمور..
أولًا: هل تختلف هذه الأخلاق إن كانت مع أهل الكتاب؟؟
الإجابة: لا.. فمن قال مثلًا بجواز الكذب على غير المسلم (كمثال أعطيه فقط لكم) فقد أخطأ.. فديننا ولله الحمد ليس كدين اليهود المُحرّف.. فلا يزنون فيما بينهم ولكنهم يُجوّزون الزنا مع غير اليهود، وكذلك في الربا وغيرها..
فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال(ألا من ظلم معاهدًا وانتقصه وكلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئًا بغير طيب نفسٍ منه فأنا حجيجه يوم القيامة)) وأشار رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصبعه إلى صدره (ألا ومن قتل معاهدًا له ذمة الله وذمة رسوله حرّم الله عليه ريح الجنة وإنّ ريحها لتوجد من مسيرة سبعين خريفًا)) رواه البيهقي في السنن الكبرىفي الجزء التاسع في الصفحة 209..
وفي روايةٍ لأبي داوود في سننه في الثالث في الصفحة 170، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال(ألا من ظلم معاهدًا أو انتقصه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئًا بغير طيب نفسٍ فأنا حجيجه يوم القيامة))
والظلم أنواع منها سبّه من غير سبب إلا أنه نصرانيّ.. أو ضربه كذلك بغير سبب.. ويوضّح الله الإيطار العام في التعامل مع ال***** بقوله سبحانه(لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ( إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (9)) (الممتحنة: الآيتين 8 و 9)
ولكن هذا الأمر يختلف تمامًا مع المحاربين من غير المسلمين فيجوز خداعهم والكذب عليهم.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(الحرب خدعة)) متّفق عليه (رواه مسلم والبخاري في صحيحهما)..
ثانيًا:نرجو في هذه المشاركة عدم إدخال محاور خارجةٌ عن الاخلاق وما حولها.. ونرجو احترام قوانين المنتدى في هذا الحوار خاصّةً.. وفي هذا القسم من المنتدى عامّةً..
ثالثًا:نحنُ هنا نلفت الإنتباه فقط كما قلنا سابقًا.. ولو أردنا بكتابة بحثٍ عن كلّ خلق لاستطعنا.. وكمثال على الكتب عن الأخلاق كتاب ابن قَيِّمِ الجوزية (عِدة الصابرين وذخيرة الشاكرين)..
رابعًا:بالنسبة للفرق بين المسلم الحقيقي والمزور.. فبدلًا من كلمة مزوّر أعطيكم كلمات أخرى.. فهناك المسلم العلماني.. وهناك المسلم الجاهل وهناك المسلم الغافل وهناك أنواع كثيرة أخرى.. لا يهمّ ذكرها لأنهم كلهم بعيدون عامّة عن الأخلاق التي سنذكرها..
وهذه مقدة صغيرة أحببتُ أن أقدّمها قبل الإنطلاق معكم..
مسلم حقيقي
#2 10-10-2003
مسلم حقيقي المشاركات: n/a
أول صفة سأذكرها هي مقابلة الإساءة بالإحسان..
وهي مع أي شخصٍ مسلمٍ كان أو غير ذلك.. فقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: ((ليس الشديد بالصرعة (أي بالقوة) إنما الشديد الذي يسمك نفسه عند الغضب)).. وقال الله تعالى: ((ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ))(فصلت: من الآية34)..
--------------------------------------------------------------------------------
آخر تعديل بواسطة مسلم حقيقي ، 10-10-2003 الساعة 06:03 AM.
مسلم حقيقي
#3 10-10-2003
مسلم حقيقي المشاركات: n/a
اليوم سنأخذ خلقًا جديدًا لا يختلق به كثيرون منّا وللأسف.. ألا وهو الأمانة..
الأمانة عدة أنواع يجب ردها كلها بأنواعها المختلفة إلى أهلها مصداقًا لقول الله تعالى(إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا))(النساء: من الآية58) ولكي نبيّن بعض أنواع الأمانات فأول أمانة سنذكرها هي الجسد الذي نملكه.. فيجب علينا أن نستهلكه بما يرضي صاحبه ومَلِكَه وهو الله سبحانه.. فلله ما في السماوات والأرض فقد قال سبحانه في كتابه الكريم (لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ))(البقرة: من الآية284).. ولا نؤذي أنفسنا عمدًا كشُرب السيجارة والخمر والمخدّرات مع معرفة ضررها.. أو نقوم بالعادة السرية مع معرفة ضررها.. فقد الله تعالى مبيّنًا بأنه علينا الحفاظ على أجسادنا (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا))(النساء:29).. فحرامٌ على المسلم قتل نفسه مهما كان.. وكذلك لا يقتُل نفسه بشُرب السيجارة –قرأت البارحة فقط خبرًا عن أنّ 5ملايين يموتون سنويًّا بسبب السيجارة والضرر الناجم عنها-..
ومن الأمانة الأمانة المتعارف عليها.. مثلًا أعطاك جارك كتابًا لتقرأه فانتهيت من قراءته فحينها يجب عليك إرجاعه إليى أهله.. ولكنّ إرجاعه إلى أهله يجب أن يكون كما هو.. أقصد أنّه يجب أن يُرجِع الكتاب دون شقّ صفحة أو طوي ورقةٍ وهكذا..
ومن الأمانة الأمانة العلمية والأدبية.. فلا يذكُر العالم شيئًا خاطئًا مُدّعيًا أنه من العلم.. هذا نوعٌ من أنواع الأمانة العلمية فكذلك هناك نوعٌ آخر وهو الأمانة عند نقل شطرٍ من كتابٍ معيّن.. أو موضوعٍ كاملٍ ننقله فننسى المصدر ونكتب فقط (منقوووووول) وكأنّ كثرة الواوات كافية.. وذكر منقول شنيعٌ جدًا.. فما فائدة معرفة النقل دون معرفة المصدر.. ويُمكننا أن نُشبّه هذه الكلمة بجملة إسمية لا خبر لها.. فهل يُفهم شيءٌ من الجملة؟
مسلم حقيقي
#4 10-10-2003
مسلم حقيقي المشاركات: n/a
اليوم سآخذ خلقًا جديدًا..
وهو الصدق..
إنّ الصدق شيءٌ مفروضٌ علينا وسنرى كيف أن الله يضع الزور –الكذب- مع كبائر الآثام..
قال تعالى(إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآياتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ)) (النحل:105)
عن أنس رضي الله عنه قال: سُئِلَ النبي صلى الله عليه وسلم عن الكبائر.. قال(الإشراك بالله وعقوق الوالدين وقتل النفس وشهادة الزور)) رواه مسلم في صحيحه
قال ثنا عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه قال كنا جلوسًا عند النبي صلى الله عليه وسلم وقال(ألا أخبركم بأكبر الكبائر؟؟ إلاشراك بالله وعقوق الوالدين)) وكان مُتّكِئًا فجلس فقال(وشهادة الزور)) ثلاثًا أو قال(قول الزور)) فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت.. رواه مسلم عن عمرو الناقد عن إسماعيل بن علية..
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ما الكبائر؟؟ قال( الإشراك بالله)) قال: ثم ماذا؟؟ قال(ثم عقوق الوالدين)) قال: ثم ماذا؟؟ قال(ثم عقوق الوالدين)) قال: ثم ماذا؟؟ قال(اليمين الغموس)) قلت: وما اليمين الغموس؟؟ قال: الذي يقتطع مال امرئ مسلم هو فيها كاذب))
عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وإن الرجل ليكذب ويتحرى الكذب حتى يُكتب عند الله كذّابًا، وعليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وإن الرجل ليصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقًا)) سنن أبي داوود ومسند أحمد..
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال(من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه))
فانظر.. إلى الحديث السابق.. من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت.. والكذب بالطبع شر..
عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أربع من كُنّ فيه كان منافقًا خالصًا ومن كانت فيه خِلّة منهُنّ كانت فيه خِلّةٌ من نفاق حتى يدعها..1- إذا حدّث كذب.. 2-وإذا عاهد غدر.. 3-وإذا وعد أخلف.. 4-وإذا خاصم فجر..))رواه مسلم في صحيحه..
وهناك أحاديث كثيرة أخرى..
وأذكر حديثًا معناه وباختصار قد يكون المسلم زانٍ أو سارق ولكنه ليس بكاذب.. حيث يَسْأَلُ رجلٌ النبي: هل المسلم سارق؟؟ وهكذا... ولا أذكر الحديث أبدًا..
مسلم حقيقي
#5 10-10-2003
مسلم حقيقي المشاركات: n/a
اليوم سنأخذ خلقًا جديدًا من الأخلاق التي أمرنا بها الله سبحانه بكتابه أو على لسان نبيّه..
وهو خلق الصبر..
قال تعالى(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ))(آل عمران:200)
قال تعالى(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ))(البقرة:153)
ويقول تعالى مخاطبًا المسلمين(وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ))(البقرة:155)
قال تعالى(أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ))(آل عمران:142)
وهناك آيات أخرى كثيرة.. وسننتقل الآن إلى أحاديث النبي صلّى الله عليه وسلّم..
عن خباب بن الأرت قال شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسّد بردةً له في ظل الكعبة.. قلنا له: ألا تستنصر لنا؟؟ ألا تدعو الله لنا؟؟ قال(كان الرجل فيمن قبلكم يحفر له في الأرض فيجعل فيه، فيُجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيشق باثنتين وما يصده ذلك عن دينه ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه من عظم أو عصب وما يصدّه ذلك عن دينه، والله ليُتمّنّ هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله أو الذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون))رواه البخاري في صحيحه ورواح أحمد في مسنده والرواية للبخاري..
عن نافع قال: قال بن عمر رضي الله عنهما: رجعنا من العام المقبل فما اجتمع منّا اثنان على الشجرة التي بايَعْنا تحتها، كانت رحمة من الله، فسألتُ نافعًا على أيّ شيءٍ بايعهم على الموت؟؟ قال: لا بل بايعهم على الصبر.. رواه البخاري في صحيحه..
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: مرّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بامرأة تبكي عند قبرٍ فقال(اتقي الله واصبري)) قالت: إليك عنّي فإنك لم تصب بمصيبتي.. ولم تعرفه.. فقيل لها: إنه النبيّ صلى الله عليه وسلم .. فأتت باب النبي صلى الله عليه وسلم فلم تجد عنده بَوّابين فقالت:لم أعرفك؟؟ فقال(إنما الصبر عند الصدمة الأولى)).. رواه البخاري في صحيحه..
وهنا نلاحظ معًا أنّ الرسول صلّى الله عليه وسلّم أمرها بالصبر وصبِرَ عليها عندما قالت له: إليك عنّي.. بمعنى اتركني في مصيبتي..
عن الزهري قال: أخبرني عطاء بن يزيد الليثي أنّ أبا سعيدٍ الخدري أخبره أنّ ناسًا من الأنصار سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يسأله أحد منهم إلا أعطاه حتى نفد ما عنده فقال لهم حين نفد كل شيء أنفق بيديه(ما يكون عندي من خيرٍ لا أدّخره عنكم وإنه من يستعفّ يعفُّه الله، ومن يتصبّر يصبره الله، ومن يستغن يغنه الله، ولن تُعْطَوا عطاءً خيرًا وأوسع من الصبر)) رواه البخاري في صحيحه.. ومن هذا الحديث نفهم الصبر على الفقر.. والصبر على البحث عن العمل..
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال(الإيمان نصفان نصف صبر ونصف شكر)) ثم تلا قول الله تعالى(إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور))
وهناك كثير وكثيرٌ من الأحاديث الأخرى..
والصبر صبرٌ على ترك المعاصي وصبرٌ على فعل الطاعات..
وللأخلاق بقية كثيرة..
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم.. والصلاة والسلام على رسولنا الكريم والحمد لله رب العالمين..
إخواني وأخواتي السلام على من اتبع الهدى ودين الحق..
لقد قام الأخ knowjesus_knowlove في بداية اشتراكي بالإستفسار عن الفرق بين المسلم الحقيقي والمسلم المزيّف فحاولت إجابته وذكر بعض الصفات الملازمة للمسلم الحقيقي من أخلاقٍ كريمةٍ.. معتمدًا على بحثِيَ الشخصي.. وكنتُ أقوم ببحثي بوقتٍ قصير لا يتعدّى النصف ساعة للخلق.. وذلك لأنّ الهدف من ذكر الاخلاق هو لفت نظر المسلمين إليها ليتخلّقوا بما أمرهم الله به وكذلك لفت نظر المسحيّين وال***** إليها ليعلموا عِظَمَ ديننا.. وحاول البعض تعكير صّفوِ الموضوع بإثارة كلامس ليس له علاقةٌ بالاخلاق الإسلامية.. ومع هذا استمرّينا في الأخلاق وكذلك في الرد على هؤلاء.. إلى أن حُذِفَ الموضوعث كله.. مع أنني متأكّدٌ أنّه لم يخالف القواعد أحد.. بل هناك غيرها مخالفات كثيرة إلا أنه لا يُنظر إليها.. وحتى لو وُجِدَ رد صفيق فكان من الممكن حذفه هو وليس حذف الموضوع كله.. وبصراحة إني أرى أن الإدارة تريد حصر هذا القسم من هذا المنتدى على نشر الشبهات وانتظار ردّنا عليها.. مع أنه حوار للأديان يجب فتحه على مِصراعَيه أمام المشاركات المؤدّبة والهادئة..
ولذا أقوم الآن مرةً أخرى بعرض الأخلاق الإسلامية.. ولكن قبلُ هذا أريد لفت الإنتباه إلى عدة أمور..
أولًا: هل تختلف هذه الأخلاق إن كانت مع أهل الكتاب؟؟
الإجابة: لا.. فمن قال مثلًا بجواز الكذب على غير المسلم (كمثال أعطيه فقط لكم) فقد أخطأ.. فديننا ولله الحمد ليس كدين اليهود المُحرّف.. فلا يزنون فيما بينهم ولكنهم يُجوّزون الزنا مع غير اليهود، وكذلك في الربا وغيرها..
فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال(ألا من ظلم معاهدًا وانتقصه وكلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئًا بغير طيب نفسٍ منه فأنا حجيجه يوم القيامة)) وأشار رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصبعه إلى صدره (ألا ومن قتل معاهدًا له ذمة الله وذمة رسوله حرّم الله عليه ريح الجنة وإنّ ريحها لتوجد من مسيرة سبعين خريفًا)) رواه البيهقي في السنن الكبرىفي الجزء التاسع في الصفحة 209..
وفي روايةٍ لأبي داوود في سننه في الثالث في الصفحة 170، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال(ألا من ظلم معاهدًا أو انتقصه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئًا بغير طيب نفسٍ فأنا حجيجه يوم القيامة))
والظلم أنواع منها سبّه من غير سبب إلا أنه نصرانيّ.. أو ضربه كذلك بغير سبب.. ويوضّح الله الإيطار العام في التعامل مع ال***** بقوله سبحانه(لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ( إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (9)) (الممتحنة: الآيتين 8 و 9)
ولكن هذا الأمر يختلف تمامًا مع المحاربين من غير المسلمين فيجوز خداعهم والكذب عليهم.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(الحرب خدعة)) متّفق عليه (رواه مسلم والبخاري في صحيحهما)..
ثانيًا:نرجو في هذه المشاركة عدم إدخال محاور خارجةٌ عن الاخلاق وما حولها.. ونرجو احترام قوانين المنتدى في هذا الحوار خاصّةً.. وفي هذا القسم من المنتدى عامّةً..
ثالثًا:نحنُ هنا نلفت الإنتباه فقط كما قلنا سابقًا.. ولو أردنا بكتابة بحثٍ عن كلّ خلق لاستطعنا.. وكمثال على الكتب عن الأخلاق كتاب ابن قَيِّمِ الجوزية (عِدة الصابرين وذخيرة الشاكرين)..
رابعًا:بالنسبة للفرق بين المسلم الحقيقي والمزور.. فبدلًا من كلمة مزوّر أعطيكم كلمات أخرى.. فهناك المسلم العلماني.. وهناك المسلم الجاهل وهناك المسلم الغافل وهناك أنواع كثيرة أخرى.. لا يهمّ ذكرها لأنهم كلهم بعيدون عامّة عن الأخلاق التي سنذكرها..
وهذه مقدة صغيرة أحببتُ أن أقدّمها قبل الإنطلاق معكم..
مسلم حقيقي
#2 10-10-2003
مسلم حقيقي المشاركات: n/a
أول صفة سأذكرها هي مقابلة الإساءة بالإحسان..
وهي مع أي شخصٍ مسلمٍ كان أو غير ذلك.. فقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: ((ليس الشديد بالصرعة (أي بالقوة) إنما الشديد الذي يسمك نفسه عند الغضب)).. وقال الله تعالى: ((ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ))(فصلت: من الآية34)..
--------------------------------------------------------------------------------
آخر تعديل بواسطة مسلم حقيقي ، 10-10-2003 الساعة 06:03 AM.
مسلم حقيقي
#3 10-10-2003
مسلم حقيقي المشاركات: n/a
اليوم سنأخذ خلقًا جديدًا لا يختلق به كثيرون منّا وللأسف.. ألا وهو الأمانة..
الأمانة عدة أنواع يجب ردها كلها بأنواعها المختلفة إلى أهلها مصداقًا لقول الله تعالى(إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا))(النساء: من الآية58) ولكي نبيّن بعض أنواع الأمانات فأول أمانة سنذكرها هي الجسد الذي نملكه.. فيجب علينا أن نستهلكه بما يرضي صاحبه ومَلِكَه وهو الله سبحانه.. فلله ما في السماوات والأرض فقد قال سبحانه في كتابه الكريم (لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ))(البقرة: من الآية284).. ولا نؤذي أنفسنا عمدًا كشُرب السيجارة والخمر والمخدّرات مع معرفة ضررها.. أو نقوم بالعادة السرية مع معرفة ضررها.. فقد الله تعالى مبيّنًا بأنه علينا الحفاظ على أجسادنا (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا))(النساء:29).. فحرامٌ على المسلم قتل نفسه مهما كان.. وكذلك لا يقتُل نفسه بشُرب السيجارة –قرأت البارحة فقط خبرًا عن أنّ 5ملايين يموتون سنويًّا بسبب السيجارة والضرر الناجم عنها-..
ومن الأمانة الأمانة المتعارف عليها.. مثلًا أعطاك جارك كتابًا لتقرأه فانتهيت من قراءته فحينها يجب عليك إرجاعه إليى أهله.. ولكنّ إرجاعه إلى أهله يجب أن يكون كما هو.. أقصد أنّه يجب أن يُرجِع الكتاب دون شقّ صفحة أو طوي ورقةٍ وهكذا..
ومن الأمانة الأمانة العلمية والأدبية.. فلا يذكُر العالم شيئًا خاطئًا مُدّعيًا أنه من العلم.. هذا نوعٌ من أنواع الأمانة العلمية فكذلك هناك نوعٌ آخر وهو الأمانة عند نقل شطرٍ من كتابٍ معيّن.. أو موضوعٍ كاملٍ ننقله فننسى المصدر ونكتب فقط (منقوووووول) وكأنّ كثرة الواوات كافية.. وذكر منقول شنيعٌ جدًا.. فما فائدة معرفة النقل دون معرفة المصدر.. ويُمكننا أن نُشبّه هذه الكلمة بجملة إسمية لا خبر لها.. فهل يُفهم شيءٌ من الجملة؟
مسلم حقيقي
#4 10-10-2003
مسلم حقيقي المشاركات: n/a
اليوم سآخذ خلقًا جديدًا..
وهو الصدق..
إنّ الصدق شيءٌ مفروضٌ علينا وسنرى كيف أن الله يضع الزور –الكذب- مع كبائر الآثام..
قال تعالى(إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآياتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ)) (النحل:105)
عن أنس رضي الله عنه قال: سُئِلَ النبي صلى الله عليه وسلم عن الكبائر.. قال(الإشراك بالله وعقوق الوالدين وقتل النفس وشهادة الزور)) رواه مسلم في صحيحه
قال ثنا عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه قال كنا جلوسًا عند النبي صلى الله عليه وسلم وقال(ألا أخبركم بأكبر الكبائر؟؟ إلاشراك بالله وعقوق الوالدين)) وكان مُتّكِئًا فجلس فقال(وشهادة الزور)) ثلاثًا أو قال(قول الزور)) فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت.. رواه مسلم عن عمرو الناقد عن إسماعيل بن علية..
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ما الكبائر؟؟ قال( الإشراك بالله)) قال: ثم ماذا؟؟ قال(ثم عقوق الوالدين)) قال: ثم ماذا؟؟ قال(ثم عقوق الوالدين)) قال: ثم ماذا؟؟ قال(اليمين الغموس)) قلت: وما اليمين الغموس؟؟ قال: الذي يقتطع مال امرئ مسلم هو فيها كاذب))
عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وإن الرجل ليكذب ويتحرى الكذب حتى يُكتب عند الله كذّابًا، وعليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وإن الرجل ليصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقًا)) سنن أبي داوود ومسند أحمد..
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال(من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه))
فانظر.. إلى الحديث السابق.. من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت.. والكذب بالطبع شر..
عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أربع من كُنّ فيه كان منافقًا خالصًا ومن كانت فيه خِلّة منهُنّ كانت فيه خِلّةٌ من نفاق حتى يدعها..1- إذا حدّث كذب.. 2-وإذا عاهد غدر.. 3-وإذا وعد أخلف.. 4-وإذا خاصم فجر..))رواه مسلم في صحيحه..
وهناك أحاديث كثيرة أخرى..
وأذكر حديثًا معناه وباختصار قد يكون المسلم زانٍ أو سارق ولكنه ليس بكاذب.. حيث يَسْأَلُ رجلٌ النبي: هل المسلم سارق؟؟ وهكذا... ولا أذكر الحديث أبدًا..
مسلم حقيقي
#5 10-10-2003
مسلم حقيقي المشاركات: n/a
اليوم سنأخذ خلقًا جديدًا من الأخلاق التي أمرنا بها الله سبحانه بكتابه أو على لسان نبيّه..
وهو خلق الصبر..
قال تعالى(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ))(آل عمران:200)
قال تعالى(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ))(البقرة:153)
ويقول تعالى مخاطبًا المسلمين(وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ))(البقرة:155)
قال تعالى(أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ))(آل عمران:142)
وهناك آيات أخرى كثيرة.. وسننتقل الآن إلى أحاديث النبي صلّى الله عليه وسلّم..
عن خباب بن الأرت قال شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسّد بردةً له في ظل الكعبة.. قلنا له: ألا تستنصر لنا؟؟ ألا تدعو الله لنا؟؟ قال(كان الرجل فيمن قبلكم يحفر له في الأرض فيجعل فيه، فيُجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيشق باثنتين وما يصده ذلك عن دينه ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه من عظم أو عصب وما يصدّه ذلك عن دينه، والله ليُتمّنّ هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله أو الذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون))رواه البخاري في صحيحه ورواح أحمد في مسنده والرواية للبخاري..
عن نافع قال: قال بن عمر رضي الله عنهما: رجعنا من العام المقبل فما اجتمع منّا اثنان على الشجرة التي بايَعْنا تحتها، كانت رحمة من الله، فسألتُ نافعًا على أيّ شيءٍ بايعهم على الموت؟؟ قال: لا بل بايعهم على الصبر.. رواه البخاري في صحيحه..
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: مرّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بامرأة تبكي عند قبرٍ فقال(اتقي الله واصبري)) قالت: إليك عنّي فإنك لم تصب بمصيبتي.. ولم تعرفه.. فقيل لها: إنه النبيّ صلى الله عليه وسلم .. فأتت باب النبي صلى الله عليه وسلم فلم تجد عنده بَوّابين فقالت:لم أعرفك؟؟ فقال(إنما الصبر عند الصدمة الأولى)).. رواه البخاري في صحيحه..
وهنا نلاحظ معًا أنّ الرسول صلّى الله عليه وسلّم أمرها بالصبر وصبِرَ عليها عندما قالت له: إليك عنّي.. بمعنى اتركني في مصيبتي..
عن الزهري قال: أخبرني عطاء بن يزيد الليثي أنّ أبا سعيدٍ الخدري أخبره أنّ ناسًا من الأنصار سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يسأله أحد منهم إلا أعطاه حتى نفد ما عنده فقال لهم حين نفد كل شيء أنفق بيديه(ما يكون عندي من خيرٍ لا أدّخره عنكم وإنه من يستعفّ يعفُّه الله، ومن يتصبّر يصبره الله، ومن يستغن يغنه الله، ولن تُعْطَوا عطاءً خيرًا وأوسع من الصبر)) رواه البخاري في صحيحه.. ومن هذا الحديث نفهم الصبر على الفقر.. والصبر على البحث عن العمل..
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال(الإيمان نصفان نصف صبر ونصف شكر)) ثم تلا قول الله تعالى(إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور))
وهناك كثير وكثيرٌ من الأحاديث الأخرى..
والصبر صبرٌ على ترك المعاصي وصبرٌ على فعل الطاعات..
وللأخلاق بقية كثيرة..
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى